منتديات ملتقى الفن والإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ملتقى الفن والإبداع

موقع للفن والإبداع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصص الأنبياء

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


ذكر عدد الرسائل : 346
العمر : 37
الموقع : الجزائر
العمل/الترفيه : طالب جامعي
المزاج : جيد إن شاء الله
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

قصص الأنبياء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الأنبياء   قصص الأنبياء - صفحة 3 Icon_minitime1الخميس 27 ديسمبر 2007 - 15:12

النبي السابع و العشرون :-

[ ( " عيسى عليه السلام " ) ]

______________

نبذة:

مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر بالنبي محمد، آتاه الله البينات وأيده بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، كلم الناس في المهد وكهلا وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض

سيرته:

الحديث عن نبي الله عيسى عليه السلام، يستدعي الحديث عن أمه مريم، بل وعن ذرية آل عمران هذه الذرية التي اصطفاها الله تعالى واختارها، كما اختار آدم ونوحا وآل إبراهيم على العالمين.
آل عمران أسرة كريمة مكونة من عمران والد مريم، وامرأة عمران أم مريم، ومريم، وعيسى عليه السلام؛ فعمران جد عيسى لأمه، وامرأة عمران جدته لأمه، وكان عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه، وكانت زوجته امرأة عمران امرأة صالحة كذلك، وكانت لا تلد، فدعت الله تعالى أن يرزقها ولدا، ونذرت أن تجعله مفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس، فاستجاب الله دعاءها، ولكن شاء الله أن تلد أنثى هي مريم، وجعل الله تعالى كفالتها ورعايتها إلى زكريا عليه السلام، وهو زوج خالتها، وإنما قدر الله ذلك لتقتبس منه علما نافعا، وعملا صالحا.
كانت مريم مثالا للعبادة والتقوى، وأسبغ الله تعالى عليها فضله ونعمه مما لفت أنظار الآخرين، فكان زكريا عليه السلام كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا، فيسألها من أين لك هذا، فتجيب: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).
كل ذلك إنما كان تمهيدا للمعجزة العظمى؛ حيث ولد عيسى عليه السلام من هذه المرأة الطاهرة النقية، دون أن يكون له أب كسائر الخلق، واستمع إلى بداية القصة كما أوردها القرآن الكريم، قال تعالى:
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (42) (آل عمران)
بهذه الكلمات البسيطة فهمت مريم أن الله يختارها، ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود.. هذا الوجود، والوجود الذي لم يخلق بعد.. هي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق الآخرة.. وعادت الملائكة تتحدث:
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) (آل عمران)

ولادة عيسى عليه السلام:

كان الأمر الصادر بعد البشارة أن تزيد من خشوعها، وسجودها وركوعها لله.. وملأ قلب مريم إحساس مفاجئ بأن شيئا عظيما يوشك أن يقع.. ويروي الله تعالى في القرآن الكريم قصة ولادة عيسى عليه السلام فيقول:
وَاذكُر فِى الكِتَابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِهَا مَكَاناً شَرقِياً (16) فَاتخَذَت مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرسَلنَا إِلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثلَ لَهَا بَشَراً سَوِياً (17) قَالَت إِني أَعُوذُ بِالرحمَـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياً (18) قَالَ إِنمَا أَنَا رَسُولُ رَبكِ لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِياً (19) قَالَت أنى يَكُونُ لِى غُلامٌ وَلَم يَمسَسنِى بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِياً (20) قَالَ كَذلِكَ قَالَ رَبكَ هُوَ عَلَى هَينٌ وَلِنَجعَلَهُ ءايَةً للناسِ وَرَحمَةً منا وَكَانَ أَمراً مقضِياً (21) (مريم)
جاء جبريل –عليه السلام- لمريم وهي في المحراب على صورة بشر في غاية الجمال. فخافت مريم وقالت: (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) أرادت أن تحتمي في الله.. وسألته هل هو إنسان طيب يعرف الله ويتقيه.
فجاء جوابه ليطمئنها بأنه يخاف الله ويتقيه: (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا)
اطمئنت مريم للغريب، لكن سرعان ما تذكّرت ما قاله (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) استغربت مريم العذراء من ذلك.. فلم يمسسها بشر من قبل.. ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد، كيف تنجب بغير زواج!! فقالت لرسول ربّها: (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)
قال الروح الأمين: (كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا)
استقبل عقل مريم كلمات الروح الأمين.. ألم يقل لها إن هذا هو أمر الله ..؟ وكل شيء ينفذ إذا أمر الله.. ثم أي غرابة في أن تلد بغير أن يمسسها بشر..؟ لقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم من غير أب أو أم، لم يكن هناك ذكر وأنثى قبل خلق آدم. وخلقت حواء من آدم فهي قد خلقت من ذكر بغير أنثى.. ويخلق ابنها من غير أب.. يخلق من أنثى بغير ذكر.. والعادة أن يخلق الإنسان من ذكر وأنثى.. العادة أن يكون له أب وأم.. لكن المعجزة تقع عندما يريد الله تعالى أن تقع.. عاد جبريل عليه السلام يتحدث: (إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ)
زادت دهشة مريم.. قبل أن تحمله في بطنها تعرف اسمه.. وتعرف أنه سيكون وجيها عند الله وعند الناس، وتعرف أنه سيكلم الناس وهو طفل وهو كبير.. وقبل أن يتحرك فم مريم بسؤال آخر.. نفخ جبريل عليه السلام في جيب مريم –الجيب هو شق الثوب الذي يكون في الصدر- فحملت فورا.
ومرت الأيام.. كان حملها يختلف عن حمل النساء.. لم تمرض ولم تشعر بثقل ولا أحست أن شيئا زاد عليها ولا ارتفع بطنها كعادة النساء.. كان حملها به نعمة طيبة. وجاء الشهر التاسع.. وفي العلماء من يقول إن الفاء تفيد التعقيب السريع.. بمعنى أن مريم لم تحمل بعيسى تسعة أشهر، وإنما ولدته مباشرة كمعجزة..
خرجت مريم ذات يوم إلى مكان بعيد.. إنها تحس أن شيئا سيقع اليوم.. لكنها لا تعرف حقيقة هذا الشيء.. قادتها قدماها إلى مكان يمتلئ بالشجر.. والنخل، مكان لا يقصده أحد لبعده.. مكان لا يعرفه غيرها.. لم يكن الناس يعرفون أن مريم حامل.. وإنها ستلد.. كان المحراب مغلقا عليها، والناس يعرفون أنها تتعبد فلا يقترب منها أحد..
جلست مريم تستريح تحت جذع نخلة؛ لم تكن نخلة كاملة، إنما جذع فقط، لتظهر معجزات الله سبحانه وتعالى لمريم عند ولادة عيسى فيطمئن قلبها.. وراحت تفكر في نفسها.. كانت تشعر بألم.. وراح الألم يتزايد ويجيء في مراحل متقاربة.. وبدأت مريم تلد..
فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) (مريم)
إن ألم الميلاد يحمل لنفس العذراء الطاهرة آلاما أخرى تتوقعها ولم تقع بعد.. كيف يستقبل الناس طفلها هذا..؟ وماذا يقولون عنها..؟ إنهم يعرفون أنها عذراء.. فكيف تلد العذراء..؟ هل يصدق الناس أنها ولدته بغير أن يمسسها بشر..؟ وتصورت نظرات الشك.. وكلمات الفضول.. وتعليقات الناس.. وامتلأ قلبها بالحزن..
وولدت في نفس اللحظة من قدر عليه أن يحمل في قلبه أحزان البشرية.. لم تكد مريم تنتهي من تمنيها الموت والنسيان، حتى نادها الطفل الذي ولد:
فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) (مريم)
نظرت مريم إلى المسيح.. سمعته يطلب منها أن تكف عن حزنها.. ويطلب منها أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض ثمارها الشهية.. فلتأكل، ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء.. فإذا رأت من البشر أحدا فلتقل لهم أنها نذرت للرحمن صوما فلن تكلم اليوم إنسانا.. ولتدع له الباقي..
لم تكد تلمس جذعها حتى تساقط عليها رطب شهي.. فأكلت وشربت ولفت الطفل في ملابسها.. كان تفكير مريم العذراء كله يدور حول مركز واحد.. هو عيسى، وهي تتساءل بينها وبين نفسها: كيف يستقبله اليهود..؟ ماذا يقولون فيه..؟ هل يصدق أحد من كهنة اليهود الذين يعيشون على الغش والخديعة والسرقة..؟ هل يصدق أحدهم وهو بعيد عن الله أن الله هو الذي رزقها هذا الطفل؟ إن موعد خلوتها ينتهي، ولا بد أن تعود إلى قومها.. فماذا يقولون الناس؟

مواجهة القوم:

كان الوقت عصرا حين عادت مريم.. وكان السوق الكبير الذي يقع في طريقها إلى المسجد يمتلئ بالناس الذي فرغوا من البيع والشراء وجلسوا يثرثرون. لم تكد مريم تتوسط السوق حتى لاحظ الناس أنها تحمل طفلا، وتضمه لصدرها وتمشي به في جلال وبطئ..
تسائل أحد الفضوليين: أليست هذه مريم العذراء..؟ طفل من هذا الذي تحمله على صدرها..؟
قال أحدهم: هو طفلها.. ترى أي قصة ستخرج بها علينا..؟
وجاء كهنة اليهود يسألونها.. ابن من هذا يا مريم؟ لماذا لا تردين؟ هو ابنك قطعا.. كيف جاءك ولد وأنت عذراء؟
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) (مريم)
الكلمة ترمي مريم بالبغاء.. هكذا مباشرة دون استماع أو تحقيق أو تثبت.. ترميها بالبغاء وتعيرها بأنها من بيت طيب وليست أمها بغيا.. فكيف صارت هي كذلك؟ راحت الاتهامات تسقط عليها وهي مرفوعة الرأس.. تومض عيناها بالكبرياء والأمومة.. ويشع من وجهها نور يفيض بالثقة.. فلما زادت الأسئلة، وضاق الحال، وانحصر المجال، وامتنع المقال، اشتد توكلها على ذي الجلال وأشارت إليه..
أشارت بيدها لعيسى.. واندهش الناس.. فهموا أنها صائمة عن الكلام وترجو منهم أن يسألوه هو كيف جاء.. تساءل الكهنة ورؤساء اليهود كيف يوجهون السؤال لطفل ولد منذ أيام.. هل يتكلم طفل في لفافته..؟!
قالوا لمريم: (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).
قال عيسى:
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) (مريم)
لم يكد عيسى ينتهي من كلامه حتى كانت وجوه الكهنة والأحبار ممتقعة وشاحبة.. كانوا يشهدون معجزة تقع أمامهم مباشرة.. هذا طفل يتكلم في مهده.. طفل جاء بغير أب.. طفل يقول أن الله قد آتاه الكتاب وجعله نبيا.. هذا يعني إن سلطتهم في طريقها إلى الانهيار.. سيصبح كل واحد فيهم بلا قيمة عندما يكبر هذا الطفل.. لن يستطيع أن يبيع الغفران للناس، أو يحكمهم عن طريق ادعائه أنه ظل السماء على الأرض، أو باعتباره الوحيد العارف في الشريعة.. شعر كهنة اليهود بالمأساة الشخصية التي جاءتهم بميلاد هذا الطفل.. إن مجرد مجيء المسيح يعني إعادة الناس إلى عبادة الله وحده.. وهذا معناه إعدام الديانة اليهودية الحالية.. فالفرق بين تعاليم موسى وتصرفات اليهود كان يشبه الفرق بين نجوم السماء ووحل الطرقات.. وتكتم رهبان اليهود قصة ميلاد عيسى وكلامه في المهد.. واتهموا مريم العذراء ببهتان عظيم.. اتهموها بالبغاء.. رغم أنهم عاينوا بأنفسهم معجزة كلام ابنها في المهد.
وتخبرنا بعض الروايات أن مريم هاجرت بعيسى إلى مصر، بينما تخبرنا روايات أخرى بأن هجرتها كانت من بيت لحم لبيت المقدس. إلا أن المعروف لدينا هو أن هذه الهجرة كانت قبل بعثته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltqa-elphan-ibda3.ahlamontada.com
admin
Admin
admin


ذكر عدد الرسائل : 346
العمر : 37
الموقع : الجزائر
العمل/الترفيه : طالب جامعي
المزاج : جيد إن شاء الله
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

قصص الأنبياء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الأنبياء   قصص الأنبياء - صفحة 3 Icon_minitime1الخميس 27 ديسمبر 2007 - 15:13

معجزاته:

كبر عيسى.. ونزل عليه الوحي، وأعطاه الله الإنجيل. وكان عمره آنذاك -كما يرى الكثير من العلماء- ثلاثون سنة. وأظهر الله على يديه المعجزات. يقول المولى عزّ وجل في كتابه عن معجزات عيسى عليه السلام:
وَيُعَلمُهُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَالتورَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسرائيلَ أني قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ من ربكُم أَنِي أَخلُقُ لَكُم منَ الطينِ كَهَيئَةِ الطيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرًا بِإِذنِ اللهِ وَأُبرِىْ الأكمَهَ والأبرَصَ وَأُحي المَوتَى بِإِذنِ اللهِ وَأُنَبئُكُم بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا تَدخِرُونَ فِى بُيُوتِكُم إِن فِي ذلِكَ لآيَةً لكُم إِن كُنتُم مؤمِنِينَ (49) وَمُصَدقًا لمَا بَينَ يَدَي مِنَ التورَاةِ وَلأحِل لَكُم بَعضَ الذِي حُرمَ عَلَيكُم وَجِئتُكُم بِآيَةٍ من ربكُم فَاتقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِن اللهَ رَبي وَرَبكُم فَاعبُدُوهُ هَـذَا صِراطٌ مستَقِيمٌ (51) (آل عمران)
فكان عيسى –عليه السلام- رسولا لبني إسرائيل فقط. ومعجزاته هي:
· علّمه الله التوراة.
· يصنع من الطين شكل الطير ثم ينفخ فيه فيصبح طيرا حيّا يطير أمام أعينهم.
· يعالج الأكمه (وهو من ولد أعمى)، فيمسح على عينيه أمامهم فيبصر.
· يعالج الأبرص (وهو المرض الذي يصيب الجلد فيجعل لونه أبيضا)، فيسمح على جسمه فيعود سليما.
· يخبرهم بما يخبئون في بيوتهم، وما أعدّت لهم زوجاتهم من طعام.
· وكان –عليه السلام- يحيي الموتى.

إيمان الحواريون:

جاء عيسى ليخفف عن بني إسرائيل بإباحة بعض الأمور التي حرمتها التوراة عليهم عقابا لهم. إلا أن بني إسرائيل –مع كل هذه الآيات- كفروا. قال تعالى:
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) (آل عمران)
وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) (الصف)
قيل أن عدد الحواريين كان سبعة عشر رجلا، لكن الروايات الأرجح أنهم كانوا اثني عشر رجلا. آمن الحواريون، لكن التردد لا يزال موجودا في نفوسهم. قال الله تعالى قصة هذا التردد:
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) (المائدة)
استجاب الله عز وجل، لكنه حذّرهم من الكفر بعد هذه الآية التي جاءت تلبية لطلبهم. نزلت المائدة، وأكل الحواريون منها، وظلوا على إيمانهم وتصديقهم لعيسى –عليه السلام- إلا رجل واحد كفر بعد رفع عيسى عليه السلام.

رفع عيسى عليه السلام:

لما بدأ الناس يتحدثون عن معجزات عيسى عليه السلام، خاف رهبان اليهود أن يتبع الناس الدين الجديد فيضيع سلطانهم. فذهبوا لمَلك تلك المناطق وكان تابعا للروم. وقالوا له أن عيسى يزعم أنه مَلك اليهود، وسيأخذ المُلك منك. فخاف المَلك وأمر بالبحث عن عيسى –عليه السلام- ليقتله.
جاءت روايات كثيرة جدا عن رفع عيسى –عليه السلام- إلى السماء، معظمها من الإسرائيليات أو نقلا عن الإنجيل. وسنشير إلى أرجح رواية هنا.
عندما بلغ عيسى عليه السلام أنهم يريدون قتله، خرج على أصحابه وسألهم من منهم مستعد أن يلقي الله عليه شبهه فيصلب بدلا منه ويكون معه في الجنة. فقام شاب، فحنّ عليه عيسى عليه السلام لأنه لا يزال شابا. فسألهم مرة ثانية، فقام نفس الشاب. فنزل عليه شبه عيسى عليه السلام، ورفع الله عيسى أمام أعين الحواريين إلى السماء. وجاء اليهود وأخذوا الشبه وقتلوه ثم صلبوه. ثم أمسك اليهود الحواريين فكفر واحد منهم. ثم أطلقوهم خشية أن يغضب الناس. فظل الحواريون يدعون بالسر. وظل النصارى على التوحيد أكثر من مئتين سنة. ثم آمن أحد ملوك الروم واسمه قسطنطين، وأدخل الشركيات في دين النصارى.
يقول ابن عباس: افترق النصارى ثلاث فرق. فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء. وقالت طائفة: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه. وقلت طائفة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ثم رفعه الله إليه. فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا –صلى الله عليه وسلم- فذلك قول الله تعالى: (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).
وقال تعالى عن رفعه:
وَقَولِهِم إِنا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبهَ لَهُم وَإِن الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَك منهُ مَا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلا اتبَاعَ الظن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158) وَإِن من أَهلِ الكِتَابِ إِلا لَيُؤمِنَن بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً (159) (النساء)
لا يزال عيسى –عليه السلام- حيا. ويدل على ذلك أحاديث صحيحة كثيرة. والحديث الجامع لها في مسند الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة قال: ثنا قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة،: (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، سبط كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، و يعطل الملل حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب، وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعاً، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا يضر بعضهم بعضاً، فيمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون و يدفنونه.)
(مربوع) ليس بالطويل وليس بالقصير، (إلى الحمرة والبياض) وجهه أبيض فيه احمرار، (سبط) شعره ناعم، (ممصرتين) عصاتين أو منارتين وفي الحديث الآخر ينزل عند المنارة البيضاء من مسجد دمشق.
وفي الحديث الصحيح الآخر يحدد لنا رسولنا الكريم مدة مكوثه في الأرض فيقول: (فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى، و يصلي عليه المسلمون).
لا بد أن يذوق الإنسان الموت. عيسى لم يمت وإنما رفع إلى السماء، لذلك سيذوق الموت في نهاية الزمان.
ويخبرنا المولى عز وجل بحوار لم يقع بعد، هو حواره مع عيسى عليه السلام يوم القيامة فيقول:
وَإِذ قَالَ اللهُ يا عِيسَى ابنَ مَريَمَ أَءنتَ قُلتَ لِلناسِ اتخِذُونِي وَأُميَ إِلَـهَينِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ مَا لَيسَ لِي بِحَق إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ مَا فِى نَفسِي وَلاَ أَعلَمُ مَا فِى نَفسِكَ إِنكَ أَنتَ عَلامُ الغُيُوبِ (116) مَا قُلتُ لَهُم إِلا مَا أَمَرتَنِي بِهِ أَنِ اعبُدُوا اللهَ رَبي وَرَبكُم وَكُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَما تَوَفيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرقِيبَ عَلَيهِم وَأَنتَ عَلَى كُل شَىء شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذبهُم فَإِنهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (118) (المائدة)
هذا هو عيسى بن مريم عليه السلام، آخر الرسل قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ليكون شهيدا على الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltqa-elphan-ibda3.ahlamontada.com
admin
Admin
admin


ذكر عدد الرسائل : 346
العمر : 37
الموقع : الجزائر
العمل/الترفيه : طالب جامعي
المزاج : جيد إن شاء الله
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

قصص الأنبياء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الأنبياء   قصص الأنبياء - صفحة 3 Icon_minitime1الخميس 27 ديسمبر 2007 - 15:14

النبي الثامن و العشرون :-

[ ( " محمد صلى الله عليه و سلم " ) ]
____________________

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله ، و بعد :-

إخواني و أخوتي الكرام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يسعدني إخواني و أخواتي أن آخذكم في رحلة تاريخية دينية نشاهد من خلالها و نتدارس سيرة سيد البشر ، سيرة خاتم الرسل عليهم أفضل الصلاة و أتم التسليم ، سيرة الصادق الأمين ، سيرة (( محمد صلى الله عليه و سلم )) ؛ سائلا المولى عز و جل أن نستمتع في رحلتنا هذه و نستفيد من جمال أحداثها .


بسم الله نبدأ

نحن الآن فوق الجزيرة العربية قبل الإسلام و هي محطتنا الأولى في هذه الرحلة ، و سوف نتدارس من خلالها :-

*** الحالة السياسية للجزيرة العربية ***
*** الحالة الدينية ***
*** الحالة الاجتماعية ***

*** الحالة السياسية في الجزيرة العربية ***

===============
= أولا – مكـة المكرمـة =
===============

أ . نشأة مكــة :-
------------

هاجر إبراهيم عليه السلام من العراق إلى الشام ، ثم من الشام إلى مصر ، و كان يحمل معه رسالة التوحيد ، و كانت زوجته سارة ترافقه في سفره .
و كان من عادة ملك مصر أن يستأثر لنفسه بكل امرأة جميلة ، و شاء الله أن يصرفه عن سارة و تنقلب منه بجارية لتخدمها و هي هاجر أم إسماعيل عليه السلام . و لما كانت سارة عقيمة و طعن إبراهيم عليه السلام في السن و ابيض شعره ، رأت أن تهب له الجارية هاجر ليتزوجها لعل الله يرزقه منها ذرية صالحة ، و شاء الله أن تلد له هاجر ابنها إسماعيل .
و اشتدت الغيرة بسارة ، و حلفت لتقطعن منها ثلاثة أعضاء فخرجت هاجر مع إبراهيم عليه السلام مهاجرة حتى وصلوا عند البيت الحرام و ليس بمكة يومئذ أحد و ليس بها ماء ، و وضع إبراهيم عليه السلام هاجر و قفل راجعا فتبعته هاجر فقالت : يا إبراهيم أين تذهب و تتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس و لا شئ ؟ و هو لا يلتفت إليها ، فقالت له : آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذن لن يضيعنا ، ثم رجعت . و انطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية استقبل القبلة بوجهه مكان البيت و دعا الله تعالى .
لم يلبث أن نفذ ما عند هاجر من ماء فعطشت هي و ابنها ، فانطلقت حتى قامت على أقرب جبل منها و هو الصفا ، و استقبلت الوادي لتنظر هل ترى أحدا فلم ترى أحدا . هبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها فقامت عليها و نظرت هل ترى أحدا فلم ترى أحدا
و فعلت ذلك سبع مرات و في نهاية المرة السابعة جاءها الملك جبريل و أخذ يبحث بعقبه أو بجناحه عند موضع زمزم حتى تغرف منه ، فشربت و أرضعت ولدها .
و بينما هي على هذا الحال مر بهما أهل بيت من قبيلة جرهم اليمانية ، و عندما وجدوا الماء استأذنوها في النزول عندها فأذنت لهم بشرط أن لا يكون لهم حق في الماء فوافقوا .
و شب إسماعيل و تعلم اللغة العربية ، و تزوج بامرأة من قبيلة جرهم . و ماتت هاجر و جاء إبراهيم عليه السلام و لم يجد ولده إسماعيل بالبيت ، فأخبرته زوجته أنه خرج .
ثم غاب إبراهيم عليه السلام و عاد و وجد ابنه و طلب منه أن يعينه بما أمره الله به و هو بناء الكعبة ، فكان إبراهيم عليه السلام يبني و يأتيه إسماعيل بالحجارة حتى ارتفع البناء . و عندما فرغ إبراهيم عليه السلام و ابنه من بناء البيت أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام أن يؤذن للناس بالحج .
و عاش إسماعيل مع أصهاره بجوار الكعبة إلى أن بعثه الله رسولا إليهم ، و إلى كافة من بالحجاز إلى أن مات و دفن مع أمه في الحجر و عمره 137 سنة .

ب . الوضع السياسي في مكة :-
-----------------------
لم تحافظ جرهم على حرمة الحرم بعد إسماعيل ، فكثر في أيامهم البغي و الفساد ، و اغتصب كثير منهم مال الكعبة الذي كان يهدى إليها ، و يقال إن ماء زمزم نصب في عهدهم .
و عندما تفرقت بعض عرب اليمن بعد سيل العرم ، هاجر ثعلبة بن عمرو بن عامر مع قومه إلى مكة و لم تقبلهم جرهم ، و دارت بينهم حرب انتهت بهزيمة جرهم . و عندما مرض ثعلبة رحل إلى الشام ، و ولى أمر مكة و حجابة الكعبة إلى ابن أخيه ربيعه بن حارث بن عمرو و هو لحي ، و عرف قومه بخزاعه .
ظلت خزاعة تلي أمر البيت الحرام 300 سنة ، و كانت قريش آن ذاك متفرقة حتى تزعمها قصي بن كلاب و وحدها ، و خاض حربا ضد خزاعة حول ولاية البيت ، و أعانته قضاعة في حربه و انتهت الحرب بأحقية قصي بولاية الكعبة .
و أصبحت لقصي جميع الرئاسات من حجابة و سقاية و سدانة و لواء . و بنى دار الندوة ، و فرض على قريش خرجا سنويا يؤدونه إليه لينفق منه على إطعام فقراء الحجاج .

===========
= ثانيا – اليمــن =
===========

إن من أقدم الشعوب التي عرفت باليمن من العرب العاربة قوم سبأ ، الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم . ثم انتقل الملك إلى قبيلة حمير ، ثم توالت عليهم الاضطرابات و الحروب الأهلية التي سبقت دخول الإسلام اليمن ، مما أتاح للأجانب القضاء على استقلالهم .
فدخلت الرومان عدن ، و بمعاونتهم احتلت الأحباش اليمن ، ثم قام ملكهم ذو نواس بحملة ضد المسيحين لصرفهم عن دينهم ، فلما أبوا حفر لهم أخدودا و أوقد فيه نارا فقذفهم فيها ، و هم الذين حكى الله تعالى خبرهم في الآيات : (( قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود )).
و ظل نواس حاكما على اليمن إلى أن اغتاله أبرهة أحد قواد جيشه ، و حكم مكانه . و قام أبرهة بمحاولة هدم الكعبة بمكة ولكن الله رده بقوته .
و استنجد اليمانيون بالفرس فأعانوهم على إجلاء الأحباش بقيادة معد يكرب بن سيف بن ذي يزن الحميري ، و مّلكوه عليهم ، و لكن اغتالوه الأحباش ، ثم ولى كسرى عاملا فارسيا على صنعاء ، و جعل اليمن ولاية فارسية ، و كان آخر ولاتهم باذان الذي اعتنق الإسلام ، و بإسلامه انتهى نفوذ الفرس في بلاد اليمن .

===========
= ثالثا – الحيرة =
===========

حكمت الفرس العراق و ما جاورها منذ أن جمع شملهم قوروش الكبير ، ثم فرق شملهم الاسكندر المقدوني عندما هزم ملكهم دارا الأول ، و دخلت البلاد في حكم الطوائف .
و في عهد هؤلاء الملوك هاجر القحطانيون و سكنوا جزءا من ريف العراق ، ثم لحقهم العدنانيين فزاحموهم حتى سكنوا جزءا من الجزيرة الفراتية .
و جمع أردشير الفارسي شمل الفرس ، و سيطر على العرب المقيمين في تخوم مملكته ، و دان له أهل الحيرة و الأنبار ، و لصعوبة حكم المناطق البعيدة رأى أن ينصب عليهم ملكا منهم اسمه جذيمة الوضاح ، و اشتهر من ملوك الحيرة النعمان بن المنذر ، و هو الذي خاض ضد ملك الفرس و هزم جيش الفرس في موقعه ذي قار ، بعد ميلاد الرسول صلى الله عليه و سلم. و هو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltqa-elphan-ibda3.ahlamontada.com
admin
Admin
admin


ذكر عدد الرسائل : 346
العمر : 37
الموقع : الجزائر
العمل/الترفيه : طالب جامعي
المزاج : جيد إن شاء الله
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

قصص الأنبياء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الأنبياء   قصص الأنبياء - صفحة 3 Icon_minitime1الخميس 27 ديسمبر 2007 - 15:14

رابعا – الشام :-
==========
في العهد الذي ماجت فيه العرب بهجرات القبائل صارت بطون من قضاعة إلى مشارف الشام و سكنت بها ، فاصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العبث ، و ليكونوا عدة ضد الفرس ، و ولوا منهم ملكا ، ثم تعاقب الملك فيهم زمانا إلى أن غلبهم عليه الغساسنة ، و ظل الغساسنة في الملك من قبل الروم إلى أن وقعت اليرموك و دخل في الإسلام آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم في عهد عمر رضي الله عنه .
============
خامسا – يثرب :-
============
كان أول من سكنها العمالقة ، ثم تغلبت عليهم بعض القبائل اليهودية فأقاموا بها و هم بنو النضير و بنو قريضة ، و أقاموا بها حتى نزح إليهم من بلاد اليمن قبائل الأوس و الخزرج عندما تهدم سد مأرب .
عاش اليهود و الأوس و الخزرج في وئام فترة من الزمن ، ثم بدأت الحروب بين اليهود و الأوس و الخزرج ، و كذلك بين الأوس و الخزرج ، و كان النصر في أغلب الأحيان للخزرج ، إلى أن تصالح الفريقان و اتفقا على إقامة حكومة تعمل على استقرار الأمور بيثرب برئاسة عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي ، و بينما كانوا يستعدون لذلك قدم الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة مهاجرا ، فدان الجميع لسلطان الإسلام ، و لم يجد ابن أبي سلول بدا من الدخول في الإسلام ظاهرا بعد موقعة بدر ، و دلت مواقفه بعد ذلك على نفاقه .
============
سادسا – الطائف :-
============
كانت الطائف تعرف باسم " وج " نسبة إلى وج بن عبد الحي أحد العمالقة الذين سكنوها . و قد رحلت إليها قبيلة هوازن من وادي القرى ، و تزوج زعيمها قسب بن منبه بن بكر بن هوازن بابنة زعيم وج عامر العدواني ، و اشتهر قسب باسم ثقيف .
و عندما تكاثروا بنوا سورا يكون حصنا و أطلقوا عليه الطائف لإطاقتهم بهم . و عندما ظهر الإسلام كانت ثقيف تنقسم إلى فرقتين : الفرقة الأولى هم بنو مالك ، و الثانية الأحلاف ، و كانت بينهم شحناء أدت إلى حرب بينهما انتصر فيها الأحلاف و أخرجوا بني مالك إلى واد وراء الطائف .
*** الحالة الدينية ***

استمرت خزاعة على ولاية الكعبة نحوا من ثلاثمائة و قيل خمسمائة سنة ، و كانوا قوم سوء في ولايتهم ، و ذلك لأنه كان في زمانهم أول عبادة للأوثان بالحجاز بسبب رئيسهم عمرو بن لحي الذي زار الشام و وجد العماليق ، فطلب صنما فأعطوه صنم هبل ، فجاء به مكة و نصبه و أمر الناس بعبادته و تعظيمه لأنه كان سيدنا مطاعا فيهم ، حتى نسوا ما كانوا عليه من دين إبراهيم عليه السلام ، و كثرت فيهم الأصنام ، مثل " ود " و
" سواع " و " يغوث " و " يعوق " و " نسر " .
و لم يبق من دين إبراهيم عليه السلام إلا القليل مثل ( تعظيم البيت و الطواف به ، و الحج ، و العمرة ، و الوقوف بعرفات و مزدلفة ، و إهداء البدن مع إدخالهم في هذا ما ليس منه . فكانت كنانة و قريش إذا أهلوا بالحج أو العمرة قالوا : " لبيك اللهم لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك تملكه و ما ملك " ، و كانوا يطفون بالبيت و هم عراة و هم يصرخون .
و ظهرت في بلاد العرب إلى جانب عبادة الأصنام عبادة النجوم و الكواكب خاصة في حران و البحرين و البادية ، و عبادة الشمس في بلاد اليمن ، و تسربت بعض فرق المجوسية الفارسية إلى بلاد العرب ، و دخلت اليهودية بلاد العرب بصفة عامة و في المدينة و خيبر و وادي القرى وفدك و تيماء بصفة خاصة عندما نزح إليها اليهود ، و تسربت المسيحية إلى الغساسنة و المناذرة ، و من أشهر الأديرة في الحيرة " دير اللج " و
" دير هند الأقدم " و " دير حارة مريم " .
و لكن لن تنتشر اليهودية و النصرانية انتشارا واسعا في بلاد العرب كما هو واضح من تاريخهما و سيرتهما وسط القبائل و الأفراد ، و لم تندثر تماما ديانة إبراهيم عليه السلام بل تمسك بها نفر قليل جدا وسط دياجير ظلام الجاهلية و عبادة الأوثان ، و عرف هؤلاء النفر بالحنيفين أو الحنفاء ، فقد كانوا يؤمنون بالله و يوحدونه توحيد ألوهية و توحيد ربوبية و ينتظرون النبوة . و كان من هؤلاء الحنفاء : قس بن ساعدة الإيادي ، و زيد بن عمرو بن نفيل ، و أمية بن أبي الصلت ، و أبو قيس بن أبي أنس ، و خالد بن سنان ، و النابغة الذبياني ، و زهير بن أبي سلمى ، و كعب بن لؤي بن غالب أحد أجداد النبي صلى الله عليه و سلم

**** الحالة الاجتماعية ***

إن الحياة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات لا تكاد تنفصل عن الحياة الدينية و الاقتصادية ، و لأن الوثنية التي سادت بين العرب كانت ضد الفطرة و المنطق فقد نتج عن ذلك مظاهر اجتماعية ضد الفطرة و المنطق ، و من بين تلك المظاهر : الانحطاط الأخلاقي الذي تمثل في ممارسة الكثير من الرذائل مثل شرب الخمر و لعب الميسر ، و الزواج بغير عدد ، و قتل بعضهم الأولاد خشية الفقر أو بسبب الفقر ، و قتل بعضهم الإناث بالذات خوف العار ، و إثارة الحروب لأتفه الأسباب ، و أخذ الثأر .
و قد سادت في بعض أوساط غير الأشراف أنواع من الأنكحة التي لا تختلف عن الدعارة ، فقد روى البخاري و أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء : فكان منها نكاح الناس اليوم ، و نكاح الاستبضاع و هو أن يصيب الرجل الأجنبي امرأة غيره في طهر لم يجامعها فيه زوجها حتى يتبين حملها ، و نكاح الرهط ، و هو أن يجتمع الرهط دون العشرة فيصيب كل منهم امرأة غيره فعندما تضع حملها ترسل إليهم فيجتمعون عندها ، فتلحق المولود بمن تريد منهم ، و نكاح رابع و هو أن يجتمع الرجال الكثير على المرأة التي تنصب راية على بيتها ، فإذا حملت فوضعت حملها جمعوا لها ، و دعوا لهم القافة ، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرونه أكثر شبها به ) و قد أبطل الإسلام اليوم كل هذه الأنكحة ما عدا نكاح الناس اليوم . و كانوا يجمعون بين الأختين ، و يتزوجون بزوجات آبائهم إذا طلقت أو ماتوا عنهن .
و على الرغم من وجود هذه الأمراض الخلقية عند عرب الجاهلية إلا أن هناك جوانب مضيئة في حياتهم السياسية و الاجتماعية لا يمكن إنكارها و لعلها كانت سببا في اختيار الله لهم لحمل رسالته إلى العالمين ، و مثال ذلك :-
1 – الكرم ، و كانوا يتبارون في ذلك و يفتخرون به ، و قد استنفدوا فيه نصف أشعارهم بين ممتدح به و مثن على غيره ، كان الرجل يأتيه الضيف في شدة البرد و الجوع ، و ليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته و حياة أسرته فتأخذه عزة الكرم فيقوم إليها و يذبحها لضيفه .
2 – و من تلك الأخلاق الوفاء بالعهد ، فقد كان العهد عندهم دينا يتمسكون به ، و يستهينون في سبيله قتل أولادهم ، و تخريب ديارهم .
3 – و منها عزة النفس و إباء عن قبول الخسف و الضيم ، و كان من نتائج هذا فرط الشجاعة و شدة الغيرة ، و سرعة الانفعال ، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل و الهوان إلا قاموا إلى السيف و السنان .
4 – و منها المضي في العزائم ، فإذا عزموا على شئ يرون فيه المجد و الافتخار لا يصرفهم عنه صارف .
5 – و منها الحلم ، و الأناة ، و التؤد ، كانوا يمتدحون بها إلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود ، لفرط شجاعتهم .
6 – و منها السذاجة البدوية ، و عدم التلوث بملوثات الحضارة ، و مكائدها ، و كان من نتائجه الصدق و الأمانة و النفور عن الخداع و الغدر
و على الرغم من عبادتهم الأوثان ، إلا أنهم لا ينكرون وجود الله و في ذلك قوله تعالى : (( و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله …… )) . و كانوا أصحاب لغة واحدة ذات سحر و بيان ، عبرت عن الإسلام أحسن تعبير .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltqa-elphan-ibda3.ahlamontada.com
admin
Admin
admin


ذكر عدد الرسائل : 346
العمر : 37
الموقع : الجزائر
العمل/الترفيه : طالب جامعي
المزاج : جيد إن شاء الله
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

قصص الأنبياء - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الأنبياء   قصص الأنبياء - صفحة 3 Icon_minitime1الخميس 27 ديسمبر 2007 - 15:14

تمت القصص بحمد لله ارجو ان تنال اعجابكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltqa-elphan-ibda3.ahlamontada.com
 
قصص الأنبياء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ملتقى الفن والإبداع :: سلة المهملات :: السنة النبوية :: قصص الانبياء والرسل-
انتقل الى: